مايسترو القلوب
عدد المساهمات : 34 تاريخ التسجيل : 20/04/2011
| موضوع: امير الادب الفرنسي (فيكتور هوجو) الجمعة أبريل 22, 2011 6:13 pm | |
|
نشأ فيكتور هوجو منذ صباه شغوفا بالحريه كارها للعدوان فى اى صوره من صوره فلما امسك بالقلم كتب يدافع عن الحريه وظل يدافع عنها فى كتاباته المختلفه طيله تسعه وخمسين عاما وهى المده بين كتابه الاول الذى اصدره فى سن العشرين وكتابه الاخير الذى اصدره فى سن الثمانين
أمير الأدب الفرنسى........صاحب الحياة المليئة بالمعاناة فيكتور هوجو
ولد عام 1802 فى باريس في مدينة بيزانسون وكان ابوه يحمل رتبة كونت على الأسطول الفرنسى فى فترة الغزو الفرنسى لأسبانيا ونظرالطبيعة عمل والده فقد كانت اسرة فيكتور هوجو دائمة التنقل.
ارسله والده الى المدرسة فى اسبانيا وكانت هذه الفترة كما يصفها هوجو فيما بعد من اقسى فترات حياته خصوصا بسبب ذلك الأحدب الذى كان يوقظ الطلبة كل صباح والذى اشتق منه هوجو فيما بعد شخصية الأحدب فى روايته " أحدب نوتردام " وايضا بسبب صبيان كانا يضربانه كلما وجدا فرصة لذلك .وقد اشتق من أحدهما شخصية مجنون كرومويل فى مسرحيته الشهيرة " مجنون كرومويل " ومن الآخر شخصية جوبتا البغيض فى روايته " لوكريس بورجيا " وبعد ذلك عاد الى باريس حيث كان والده يأمل فى ان يدرس ابنه الهندسة ولكن الابن " فيكتور " لم يطق ان يدرس تلك الدراسة التى تعتمد على القوانين الرياضية حيث كان يميل للشعر ولذلك ترك الهندسة واتجه للشعر ولذلك عاقبه ابوه بقطع المعاش الشهرى الذى كان يرسله له ولذلك اضطر هوجو ان يعتمد على قلمه ليكسب رزقه .
عندما عاد هوجو الى اسبانيا كان لا يزال يذكر زميلته أديل التى كان يميل اليها ايام الدراسة وفى هذه الاثناء كانا قد كبرا فتقدم لخطبتها ولكن والدها رفض بسبب اوضاعه المادية فحز ذلك فى نفسيته فكتب رائعته " هان ديزلاند " وفيها يصف حياته هو وأديل وبعدها رق قلب والدها لهما ووافق على الارتباط .وقد قرأها الملك لويس الثامن عشر واعجب بها فقرر معاشا سنويا لفيكتور هوجو مقداره الف فرانك فرنسى مما ساعده على اتمام زواجه فى عام 1823 وفى عام 1824 توفى لويس الثامن عشر وخلفه اخوه شارل العاشر ودعا هوجو الى حفل تتويجه فكتب قصيدة بعنوان " تتويج شارل العاشر " اعجب بها الملك شارل وزاد فى معاشه السنوى. ميول شرقيه
بدأ هيجو بالتأثر بالشرق, فقد قرأ التوراة والإنجيل والقرآن الكريم وترجمة لألف ليلة وليلة, ثم قرأ تاريخ الإسلام وحياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم, فتأثر بذلك كله وأصدر ديواناً سمّاه (الشرقيات), وقد ترجمها الأستاذ أحمد حسن الزيات في مجلة الرسالة وقد احتوى هذا الديوان البديع على 22 قصيدة منها (ضوء القمر) و (السلطانة المفضلة) و (نور الصهباء) و (وداع الفاتنة العربية) و(من ربوع الأندلس) و (كناريس) و (نوار) و (رءوس السراي). يقول هيجو في قصيدة (ضوء القمر):
(كان البدر مشرق الجبين يتنقل على ذرى الأمواج وقد فتحت النافذة ذراعيها لخطرات النسيم فجعلت الملكة ترنو إلى البحر وهو يتكسر ويطرز مطارف جزائره السوداء بنقوش أمواجه المفضضة فهوى العود من يدها وهو يرن... فأصغت فسمعت صوتاً أبح يردده الصدى: أتراها سفينة تركية قادمة من مياه الدردنيل تضرب جزر اليونان بسيوف الحقيقة) وفى عام 1830 كتب رائعته المسرحية " هرنانى " ونجحت نجاحا باهرا ولكن رغم هذا النجاح فقد عزل نفسه عن ا لعالم واودع ملابسه الخارجية فى خزانة ليكتب رائعته الروائية " أحدب نوتردام "
وفى عام 1851 حدث انقلاب فى البلاد وكان فيكتور هوجو وقتها قد اشتغل بالسياسة ووصل الى رئاسة الحزب اليسارى الاشتراكى واستولى نابليون الثالث على العرش وحاول فيكتور هوجو وانصاره مقاومة هذا التغير لكن محاولتهم بائت بالفشل
لذلك فقد ترك البلاد متجها الى بلجيكا وهناك كتب عدة روايات لاذعة تنتقد الملك مما ادى الى ان تضيق الحكومة البلجيكية به وبكل من هرب اليها من الفرنسيين المعارضين لذلك فقد فر الى لندن ولكن لم يعجبه ضبابها واستقر اخيرا فى جزيرة صغيرة فى بحر المانش بالقرب من سواحل نورمانديا وفى هذه الاثناء غرقت ابنته وزوجها فى نهر السين واصيبت ابنته الأخرىبالجنون ومن قلب كل هذه المعاناة كتب هوجو ابداعاته
البؤساء عمال البحر ثلاثة وتسعين يوما
وعاد الى فرنسا فى عام 1870 بعد سقوط حكم نابليون الثالث وظل يكتب ولم ينقطع عن الكتابة وفي 18 مايو 1885 أصيب هيجو بالتهاب رئوي. ولما زادت وطأة المرض, شعر بدنو الأجل, فودّع أصدقاءه قائلاً آخر بيت من الشعر: (ها هنا يقتتل الليل والنهار) ثم طلب حفيديه وضمّهما إلى صدره يقبّلهما وهو يبكي, وقال: (اقتربا مني يا ولديّ, كونا سعيدين وأقيما على حبي) ولما أخذ يعالج سكرات الموت, قال له صديقه بول موريس: أنت لن تموت يا سيد فيكتور. قال هيجو: (كلا... ها هو الموت فمرحبا به... الوداع). وأسلم فيكتور هيجو الروح في يوم الجمعة 22 مايو 1885 وتوقف بموته القلم السيّال الذي بهر العقول والقلوب والألبابومن اعماله الشعريه ديوانه (المفاجأة القلبية), يقول في إحدى قصائد هذا الديوان:
بما أني نهلت من روحك الصافية الفيّاضة وألقيت بين يديك جبيني الشاحب واستنشقت عطر الزهور وأنا أمشي بجوارك وبما أنه أتيح لي أن أصغى إليك وأنت تقولين لي الكلمات التي تنشر ما طواه القلب من الأسرار ولما رأيت ثغرك البسّام يفتر على ثغري وعينيك تذرفان الدمع فوق عيني قلت للسنين التي تمر مر السحاب أسرعي... أسرعي ولا تتمهلي وانقضى سراعاً فلا آبه بالمشيب... ولتذهب أزهارك الذابلة ففي قلبي زهرة لا يستطيع أحد أن يقطفها
| |
|